الصلاة معهم و تجاهلها بغيابهم

قصة الناجية ( ر – د )

الصلاة معهم و تجاهلها بغيابهم

الباحث/ داود مراد ختاري

 

تنقل قصة الناجية ( ر – د )  وقائع مهمة حول وضع الفتيات الايزيديات في قبضة  تنظيم داعش – الفتاة ذي الثلاثة عشر ربيعا كانت صغيرة السن والبدن عندما وقعت بايديهم ولكنها كانت كبيرة في تحديها لظلم وجبروت رجالات التنظيم الذين مارسوا كل صور البشاعة واللانسانية معها ,,

       القي القبض على الناجية  ( ر – د )  في خانصور  وتم نقلهم  الى سوريا وتفرقت العائلة بعد اسبوع ..

تقول  - ( ر – د )  أخذوني الى الموصل  مع مجموعة كبيرة  من الفتيات الاخريات اللواتي تم خطفهن ، بعد فترة تم جمع شمل العائلة وبقينا ثلاثة أشهر في كوجو، ومرة أخرى أخذوني الى الموصل.

 في الموصل كانت اهواء - ( ر – د )  لاتزال مع عائلتها فطلبت منهم معرفة مصير عائلتي فأخبروني بأنهم قد أبأدوا عائلتي واني لا أمتلك شيئا في دنياي لا من بشر ولا من ثروة، وكانوا يعتدون عليي بابشع الصور يومياً ويمنحونا فضلات الأكل المتبقية منهم.

 تقول  - ( ر – د )  بقيت مع الفتيات (ع، ل ، ش) ثم قضيت  شهرين في دار  اخر  مع فتاة أخرى اسمها (ن) من كرعزير، ثم نقلونا الى احدى المقرات لغسل الأواني،  كان العمل متعبا بالنسبة لفتاة في عمري كنت أتعب بالغسيل وابكي دائماً لكنهم ما كانوا يرحمون البشر، بعدها نقلوني الى دار آخر للأمير الداعشي (ابو معتز)  تقول - ( ر – د )  : هذا الداعشي  كان من تركمان تلعفر وله صلة قوية مع ابو بكر البغدادي.

 وتضيف  - ( ر – د )  تفاصيل تنقلها بين الموصل وتلعفر في قبضة عناصر التنظيم : انا كنت في دار (ابو عبدالله التلعفري) بينما الفتاة  (ل) عند سردار شقيق ابو عبدالله الذي  أشتراها بعد مقتل الداعشي (منصور)، بينما  كانت الفتاة (ش) عند المدعو (حسين) في حي التنك بالموصل .

وتصف - ( ر – د )  بعض الحال قائلة : لقيت أنواع التعذيب والضرب من أيدي الدواعش وبقيت أياما وأياماَ دون تناول الأكل لردائتة ولقلته ايضا واحيانا يعقابوننا على عدم تزويدنا بالاكل اذا ما خالفنا أوامرهم .

تضيف  - ( ر – د )  لحظة قراراها الهروب  بالقول : بعدها في يوم  قررنا الهروب،  كان  الجميع  قد ذهبوا لأداء صلاة الفجر، طلبت منا  الفتاة (ع) بسرعة نزع المناديل من الرأس وربطت المناديل الأربعة بإحكام وشدها بالسياج ونزلنا من الطابق العلوي الى الأرض.. لأن جميع الابواب كانت مقفلة وكانت هذه عادتهم عندما يغادرون المنزل ، ركضنا في الأزقة ووقفنا سائق تاكسي جازف بنقلنا الى نقطة قريبة الى نقطة للبيشمركة عند منطقة (كسك) لم يكونوا يعلموا بأننا ايزيديات هاربات من أيدي الدواعش، اطلقوا علينا النار وبكثافة، حاولنا أن نعطيهم اشارة معينة لكن الرمي المتواصل حال دون ذلك.

 تقول - ( ر – د )  عدنا مرة أخرى، وفي اليوم الثاني اتصلنا عبر الهاتف النقال بذوينا وتم الاتفاق  وابلاغ نقاطة البيشمركة على عبورنا ...

تضيف - ( ر – د )  وهي تصف الليالي وكيف هي وزميلاتها الاخريات  يقضونها في قبضة التنظيم  : كانت أحاديثنا نحن الأربعة عند الجلسات، عن مصير أهالينا وما أصابنا وكيفية التخلص من أيدي الوحوش، نصلي عند تواجدهم ونجهلها عند غيابهم وفي بعض الاحيان نصلي ركعة او ركعتين نراهم غادروا فنقطع الصلاة ولم نكمل، وكل واحدة منا قد حفظت عشرة آيات حتى تحمي بها نفسها عندما يطلبون الصلاة وقراءة القرآن.

مثل المئات من الفتيات الذين أختطفهم تنظيم داعش  حاولت - ( ر – د ) استعادة بعض من قوتها لتنهض  من جديد   ولتعيش حياة بعيدة عن الألم وصور البشاعة التي رأتها في قبضة التنظيم .. قصة فتيات  صامدات صابرات بذلوا  كل جهودهم كي  يستعيدوا حريتهم .

_______________________________________________________

وائل حسن الشبكي نقلاً عن الباحث داود مراد ختاري

هل استمتعت بهذا القصة؟ ابق على اطلاع من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا! سوف يصلك كل القصص عبر البريد الالكتروني

تعليقات

يجب أن تكون مسجلا للدخول لتكتب تعليق.

قصص ذات صلة
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٠ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٥١ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٤٥ م - وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٣٢ م - وائل حسن الشبكي
Recent Articles
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٨ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ٢:٠٠ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٥١ م وائل حسن الشبكي
مايو ١٨, ٢٠٢٣, ١:٤٥ م وائل حسن الشبكي